الديمقراطية، التفكير النقدي والحوار المتنوع هي روح الأكاديمية.
للأكاديمية دور حاسم في تشكيل شخصية الخريجين والخريجات من أجل مشاركتهم في الحياة المدنية، من خلال ترسيخ معايير ديمقراطية تستند إلى العدالة، الإنصاف، المساواة والتنوع. بالإضافة إلى ذلك، تتحمل الأكاديمية دوراً قيادياً في تشكيل القيم والمعايير العامة، ولا ينبغي لها التنازل عنه.
لقد خلقت حرب أكتوبر 2023 حالة من الخطاب الاستقطابي بين مختلف الفئات في المجتمع الإسرائيلي، اتسمت بصعوبة تقبّل الآراء المثيرة للجدل والتي لا تتماشى مع السردية العامة السائدة. وقد انعكست هذه الصعوبة أيضًا في الوسط الأكاديمي: إذ تشير دراسات واستطلاعات حديثة إلى استمرار تخوّف مجموعات الأقلية في الأكاديميا من التعبير الحر عن آرائها، وتصف واقعاً يسوده الرقابة الذاتية.
وفي هذا التوقيت الحرج بالتحديد، تبرز الأهمية القصوى لوقوف المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل موقفاً حازماً في الدفاع عن مبدأ حرية التعبير. فقد واجهت هذه المؤسسات محاولات متكررة من جهات خارجية لفرض الرقابة على الخطاب الذي يدور داخل المجتمع الأكاديمي، بل وطُلب منها فرض عقوبات على أولئك الذين يعبّرون عن آرائهم بشكل مثير للجدل ولا يتماشى مع الرواية السائدة.
من بين هذه الأمثلة غير المسبوقة التي حدثت خلال الأشهر الأخيرة:
-
مطالبة مجلس التعليم العالي (מל"ג) الجامعات بالإبلاغ عن منشورات الطلاب على شبكات التواصل الاجتماعي؛
-
التحقيق واعتقال عضو هيئة تدريس بسبب مقابلة إعلامية؛
-
مناقشات داخل لجان الكنيست حول منشور على فيسبوك لعضوة هيئة تدريس.
في ظل هذه الظروف، نحن في الأكاديميا ملتزمون بالوقوف بثبات وبلا خوف من أجل الدفاع عن حرية التعبير والحرية الأكاديمية، ضمن حدود القانون، الذي يمنع التحريض على العنف والعنصرية ودعم الإرهاب. كما نؤكد دعمنا لأعضاء المجتمع الأكاديمي الذين يتعرضون لمحاولات إسكات.
بصفتنا قياديات مجال التنوع والاحتواء في الجامعات، نعلن التزامنا بمواصلة رسم سياسة واضحة فيما يخص حرية التعبير، تعكس قيم التسامح، الاعتراف، والاحتواء – خصوصاً في هذه المرحلة.
نذكّر أن قوة الديمقراطية تُختَبر بشكل خاص في حمايتها لحقوق الإنسان في أوقات الطوارئ. فقد علّمتنا التجارب التاريخية أن أوقات الطوارئ تشكل فرصة سانحة لانتهاكات طويلة الأمد للديمقراطية. إن إسكات الأصوات وتقييد حرية التعبير يمسّان جوهر القيم الديمقراطية، وقد يكون لهما تبعات على المجتمع لأجيال قادمة.
التزامنا، إذن، هو أن نكون بوصلة أخلاقية ومعنوية للمجتمع بأسره؛
أن نحمي مبادئ الديمقراطية في أوقات الطوارئ كما في أوقات الاستقرار؛
أن نحافظ على قيم التنوع والاحتواء؛
وأن ندافع عن الحق في التعبير الحر عن الرأي – حتى لو كان مثيراً للجدل – من دون خوف من الملاحقة أو الانتقام.
البروفيسورة نيطاع زيف – نائبة رئيس جامعة تل أبيب لشؤون المساواة، التنوع والمجتمع
البروفيسورة منى خوري – نائبة رئيس الجامعة العبرية لشؤون الاستراتيجية والتنوع
البروفيسورة سراب أبو ربيعة-كويدر – نائبة رئيس جامعة بن غوريون في النقب لشؤون التنوع والاحتواء
البروفيسورة عرين سلامة-قدسي – رئيسة وحدة التنوع، الاحتواء والمجتمع في جامعة حيفا
البروفيسورة أورنا ساسون-ليفي – مفوضة شؤون التنوع والجندر في جامعة بار إيلان
البروفيسور عدي زلتسبرغ – نائب رئيس التخنيون لشؤون التنوع والاحتواء
الدكتورة ميطال عيران-يونه – رئيسة مكتب التنوع والاحتواء في معهد وايزمان للعلوم